إن جو الاسرة بالنسبة للطفل والمراهق يظل جوا رتيبا ومغلقا يغلب عليه الروتين مما يشعر الطفل والمراهق بالملل وبرغبة الانفلات من رقابة الاسرة خاصة عندما يسود الاسرة جو من السلطوية المبالغ فيها، وفي الشارع ومع الرفاق يتحرر الطفل او المراهق من جو الاسرة الممل ويقيم علاقات مع امثاله لا يمكن ان يقيمها داخل الاسرة كل ذلك يشعره بالتجدد والتنوع وبالمتعة، وجو الاسرة يظل في نظره مرتبطا بالواجبات المدرسية وبأوامر ونواهي الوالدين وبالقيام ببعض الاعمال المنزلية...وقلما يتيح جو اللسرة ممارسة الاطفال والمراهقين لهواياتهم و إن مورست بعض هذه الهويات فإنها تبقى خاضعة لمراقبة الوالدين مما يقلل من متعتها.
إن استمرار الاسرة في معاملة المراهق كطفل وعدم مراعاتها للتغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي طرأت على جسمه وشخصيته تجعله يضيق ذرعا بالمنزل وبعالم الاسرة بصفة عامة ويبحث خارج المنزل عن علاقات جديدة مع امثاله من المراهقين مما يعطيه شعورا بالامان ويساعده على بناء هويته المستقلة، والتغيرات المفاجئة التي تنتاب المراهق وما يرافقها من مشاعر القلق والخوف بالاضافة الى توتر العلاقات بين المراهق واسرته بسبب عدم تفهم هذه الاخيرة واقع المراهق ورغباته وحاجياته... كل ذلك من شأنه أن يدفع المراهق الى خارج منزل الاسرة أي الى الشارع هربا من جو الاسرة وبحثا عن الرفاق من امثاله الذين يتقبلونه ويتبادلون معه المشاعر والخبرات بعيدا عن اية سلطوية مما يتيح له فرصة للحوار وتاكيد الذات والثقة بالنفس ويجب ان يتفهم الاباء هذه الرغبة لدى المراهق رغبة الخروج من المنزل ولا يبالغون في ابداء مشاعر الخوف والقلق عندما يخرح إذ من شأن ذلك أن يعطي المراهق مبررا جديدا للاصرار على الخروج من المنزل خاصة اذا علمنا أن المراهق يميل الى تحدي سلطة الكبار والى التحرر من اوامرهم ونواهيهم.